غيرت التكنولوجيا الحديثة أسلوب حياتنا، وطغت علينا بشكل كبير، وأكثر من تأثر بهذه التكنولوجيا هم الأطفال،
فمنذ نعومة أظافرهم لا يلعبون ولا ينشغلون إلا بالأجهزة اللوحية الحديثة، جذبت عقولهم، وتنافس الآباء في توفير أفضلها، واختلف المربون هل هي نعمة أم نقمة؟
خاصة أن أولياء الأمور باتوا يشتكون من كثرة استعمال الأطفال لهذه الأجهزة، والتي أصبحت جزءاً من حياتهم، ينام معهم ويأكل معهم ويخرج معهم وأحياناً يذهب للحمام معهم!
بالفعل إن الإدمان على هذا الجهاز يؤثر على الطفل والكبير أيضاً، اجتماعياً ومعرفياً وحركياً والسلبيات من جراء ذلك كثيرة لا تعد ولا تحصى، ولكن الجهاز مظلوم، لأنه مجرد آلة وأداة تستخدم لغرض وهدف ولا يجب أن نلعنه ونلبسه التهمة حين نفشل في السيطرة على سلوك أبنائنا، أو عندما يخفق أبناؤنا في الدراسة، أو حين يلجأ الأطفال لاستخدامه هرباً من المشاكل الأسرية التي نثيرها نحن.
في ظل الانفتاح والتطور التكنولوجي لا يمكننا أن نمنع أطفالنا من استخدام الأجهزة الذكية، التي صنعت في الأصل كي تكون جهازاً تعليمياً تفاعلياً.
فقد أثبتت الإحصائيات أن حوالي %81 من التطبيقات التي تحتوي على الكتب موجهة للأطفال، كما أنه أداة ممتازة للأطفال المصابين بالتوحد، كي يتعلموا التواصل مع الآخرين.
إضافة إلى التطبيقات التعليمية الهائلة التي تناسب كل الأعمار، مثل تطبيقات الحروف، وتعلم اللغات المختلفة، والتطبيقات المختصة في مجال الطب والعلوم والفلك وحفظ القرآن وتعلم التجويد، وغيرها من المجالات.
وقد كشفت دراسة علمية حديثة أشرف عليها باحثون من جامعة ولاية إنديانا بالولايات المتحدة الأميركية، عن معلومات جديدة ومثيرة بشأن فاعلية استخدام الوسائل التعليمية الحديثة، وتأثير ذلك على المستوى الأكاديمي للطلاب، فقد أشار الباحثون إلى أن استذكار الطلاب المواد المختلفة المقررة عليهم والقراءة باستخدام الكتب الإلكترونية أو الرقمية على أجهزة الكمبيوتر أو اللاب توب أو التابلت أو الآي باد، لا يقل تأثيره بأي بشكل من الأشكال عن قراءتها باستخدام النسخ المطبوعة من الكتب، ولا يحدث أي فارق في المستوى التعليمي والأكاديمي للطلاب، وشملت الدراسة أكثر من 200 طالب، وكشفت النتائج أنه لا يوجد فرق في النتيجة النهائية بين الطلاب، سواء باستخدام النسخة المطبوعة من الكتاب أو النسخة الرقمية منه، ولم تختلف النتائج النهائية.
لذلك كان لزاماً على المربي أن يراعي بعض النقاط عندما يدخل هذا الجهاز إلى حياة الطفل، ودور الآمر الناهي لن يجدي كثيراً في هذا الزمن، بل يجب على المربي في ظل الانفتاح في عصرنا أن يعلم الطفل والمراهق كيف يتعامل مع هذا الجهاز بمسؤولية، من خلال النقاط التالية:
1 - استشعار رقابة الله الذي بدوره يولد الرقابة الداخلية لدى الطفل والشعور بالمسؤولية.
2 - تنظيم وقت الطفل، فوقت للعبادة، ووقت للدراسة، ووقت للعب في الهواء الطلق والحركة والرياضة، ووقت للطعام، ووقت للأسرة، ووقت منفصل لاستخدام الأجهزة.
3 - لا تنسى أن تغير محرك البحث والاستخدام في جهاز الطفل حتى تمنع عنه استخدام البرامج والمقاطع المؤذية والمحرمة، فيصبح آمناً لاستخدام الطفل.
4 - عَلّمه مساوئ استخدام هذا الجهاز على صحته بشكل عام، وعلى عينيه، وعلى العمود الفقري.
إن إثراء وعي الطفل بكل أبعاد وجوانب استخدام الأجهزة الذكية، وإفهام الطفل تأثير هذه الأجهزة من كل النواحي، وتوضيح إيجابيات وسلبيات استخدام هذا الجهاز للطفل حتماً سوف يساعد على الاستفادة من هذا الجهاز بشكل كامل دون قلق.
كتبه : أ/ نجلاء غانم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق